مع بداية رحلة دفاع المنتخب المصري عن لقبه في بطولة كاس الامم الافريقية 2008 لكرة القدم بغانا أدرك جميع المتابعين للفريق أن قدرة أحفاد الفراعنة على حسم لقب البطولة لن تكمن في خط هجومه وأن هز شباك المنافسين لن يقتصر على خط الهجوم وإنما من اللاعبين القادمين من الوسط والخلف.
وتيقن الجميع سريعا أن حسني عبد ربه نجم خط وسط الفريق ولاعب النادي الاسماعيلي المصري سيكون من العناصر الحاسمة في أداء ونتائج أحفاد الفراعنة خلال هذه البطولة.
وساهم عبد ربه بقدر كبير في تحقيق الفوز الكبير على المنتخب الكاميروني 4/2 حيث سجل اللاعب هدفين لفريقه في المباراة ثم سجل هدفا آخر في مباراة الفريق التالية أمام السودان والتي فاز فيها منتخبنا 3/صفر.
ورغم انشغال حسني عبد ربه مثل باقي اللاعبين بالإعداد لمباراة المنتخب مع نظيره الأنجولي المقررة غدا الاثنين في دور الثمانية للبطولة الافريقية الحالية أجرت معه وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) حوارا عن مشكلة انتقاله من ستراسبورج للعودة إلى اللعب في الدوري المصري مجددا وكذلك عن رؤيته لبطولة كأس الامم الافريقية.
وأكد عبد ربه في بداية حديثه أن كل لاعب يمر في حياته ببعض المشاكل والعقبات ولكن اللاعب المحترف يجب أن يلقي بهذه المشاكل خلف ظهره ويركز داخل المستطيل الاخضر وهو ما فعله تماما ولذلك ظهر بشكل جيد في المباريات وحجز مكانه بقائمة المنتخب في هذه البطولة.
وأوضح أنه كان حزينا للغاية بسبب غيابه عن البطولة السابقة في مصر بسبب الاصابة التي حرمته من المشاركة مع الفريق في تحقيق اللقب ولذلك فالبطولة الحالية لها مكانة خاصة لديه ويسعى للفوز بها مع زملائه لتحقيق حلم الملايين والعودة بكأس البطولة.
وأشار عبد ربه إلى أن البطولة الحالية من أقوى البطولات الافريقية نظرا لتقارب مستوى العديد من الفرق فقد كان هناك 12 منتخبا على الاقل يمكنهم الوصول إلى دور الثمانية بل وكان أكثر من نصف الفرق المشاركة مرشحا للوصول إلى الدور قبل النهائي في البطولة.
وأضاف أن قوة المنافسة ظهرت عندما ظل حسم بطاقات التأهل في المجموعات الاربع إلى نهاية الجولة الثالثة من الدور الاول.
وعن أهدافه الثلاثة التي سجلها في البطولة حتى الان بواقع هدفين في شباك الكاميرون وهدف واحد في شباك السودان أكد عبد ربه أنه يؤمن دائما بأن التوفيق من عند الله ويتمنى مواصلة انتصارات الفريق أكثر من تسجيل المزيد من الاهداف.
وردا على سؤال عما إذا كان فوز المنتخب المصري مرتبطا بمستواه قال عبد ربه "المنتخب لا يعتمد على لاعب بعينه ولكنه يعتمد على مجموعة اللاعبين بأكملها كما أنني لم أسجل في مباريات أخرى وحقق فيها المنتخب الفوز ولذلك فالفوز لا يرتبط بتسجيلي الاهداف وإنما بالتوفيق الذي قد يحالف الفريق ككل في مباراة ويعانده في أخرى".
وعن فرصة مصر في الوصول للمباراة النهائية بالبطولة والفوز باللقب قال عبد ربه إن فرصة الفريق جيدة مثل باقي المنتخبات التي تأهلت لدور الثمانية ولكن ما يميز المنتخب المصري بالفعل أن طموح الفوز لديه يفوق باقي الفريق لأن حامل اللقب ويسعى للدفاع عن لقبه وتحقيق الفوز في كل المباريات التي يخوضها.
وأعيدت لعبد ربه ضربة جزاء في ثلاث مباريات وهي مباريات مالي الودية والكاميرون والسودان ولدى سؤاله عن شعوره مع إعادة هذه الضربات الثلاث قال إنه لم يشعر بأي ارتباك أو عصبية لأنه اعتاد تسديد ضربات الجزاء منذ فترة كبيرة وبالتالي اعتاد على مثل هذه المواقف ويعرف كيفية التعامل معها جيدا.
وقال عبد ربه إنه بالطبع لا يمكن توقع أن يسجل ثلاثة أهداف في أول مباراتيه له بالبطولة ولكنه أمر يرتبط بسير المباراة والتوفيق وأمور أخرى لكنه دائما يتمنى التسجيل للفريق الذي يلعب له لمساعدة المهاجمين في مهمتهم الصعبة.
وعن فشله في هز الشباك في مباراة زامبيا قال عبد ربه إن الامر كله يتعلق بالتوفيق وقد سنحت له بعض الفرص وحاول التسجيل منها ولكن الحظ لم يحالفه فيها وهو أمر وارد في عالم كرة القدم.
وعنة البداية القوية للمنتخب المصري في البطولة بالفوز الكبير على الكاميرون قال عبد ربه إن الفوز لم يكن مفاجأة في ضوء الجدية والاستعدادات القوية للفريق قبل بداية هذه البطولة ولكن حجم النتيجة لم يكن متوقعا بالفعل لأن المنتخب الكاميروني فريق كبير حصل على لقب البطولة أربع مرات سابقة وهو أمر يتعلق بالتوفيق أيضا.
وعن السبب وراء التراجع التدريجي في المستوى خلال مباراتي السودان وزامبيا قال عبد ربه إن المستوى لم يتراجع ولكن لكل مباراة ظروفها والمباريات العربية دائما ما تتسم بالحساسية بين الفريقين المتنافسين وضاعف من هذه الحساسية موقف الفريق السوداني بعد الهزيمة صفر/3 في المباراة الاولى له أمام زامبيا علما بأن المنتخب الزامبي لم يظهر بمستواه الحقيقي إلا في مباراته مع المنتخب المصري.
أما بالنسبة للمنتخب الانجولي وعما إذا كان يفضل هذه المواجهة على مواجهة المنتخب التونسي أو السنغالي قال عبد ربه إن جميع المنتخبات التي وصلت لدور الثمانية جيدة للغاية ولذلك لا يمكن المفاضلة بينها ولكن مباريات الفرق العربية دائما ما تتسم بالحساسية والرهبة الزائدة وخاصة عندما يلتقي منتخبا مصر وتونس بطلي 2006 و2004 على الترتيب ومن ثم فإن الجميع يفضلون لقاء أنجولا على لقاء تونس.
ولدى سؤاله عن المنتخبات التي يرشحها للوصول إلى المباراة النهائية قال إن الفائز من المواجهة بين نيجيريا وغانا سيكون أقرب للمباراة النهائية بينما يستحوذ منتخب مصر على فرصة الحفاظ على اللقب بشرط النجاح في عبور عقبتي أنجولا وكوت ديفوار أو غينيا.
وعن مشكلته على مستوى ناديي الاهلي والاسماعيلي قال عبد ربه إن الوقت لا يسمح بالكلام عن هذا الموضوع فالتركيز الان على البطولة الافريقية الحالية وجميع اللاعبين يرفضون التفكير في أي شيء آخر وأشار إلى أنه ما زال في انتظار قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وعن رأيه في العودة للاحتراف في أوروبا قال اللاعب "أرحب بالفكرة بشرط أن يكون العرض من ناد سيفيدني ويرفع من مستواي والامر لا يتعلق بالنواحي المادية.